دعونا ندرس ما هي “زراعة الشعر الغير محدودة” التي تواجه تنوع التكنولوجيا وطرق زراعة الشعر.

هل من الممكن حقاً ان نقول “زراعة شعر غير محدودة” التي ورد ذكرها كثيراً في الآونة الأخيرة وبدأت في مواجهة الارتباك؟ ام انها مجرد مفهوم ام خداع؟ نريد ان تقرروا في نهاية منشورنا. دعونا نفحص معاً ما مدى محدودية الزراعة وفقاً لتكنولوجيا اليوم في زراعة الشعر.

ما هي البصيلة؟

البصيلة هي عبارة عن نسيج موجود داخل الرأس او أي منطقة في الجسم. هو ليس فقط نسيج (شعر)، بل هو مزيج من العصب والاتصال الوريدي الذي يغذيه، ليتم نقله الى الى جزء آخر من الجسم. هذا هو الاسم الذي يطلق على البصيلة في عملية زراعة الشعر، المأخوذة من فروة الرأس على مدى عمقها، ٢ – ٤ شعرات داخل كل بصيلة. بعبارة اخرى، تختلف الطعوم والشعر عن بعضها البعض، وتختلف الطعوم وبصيلات الشعر في عملية زراعة الشعر.

ويأتي الى الذهن ايضاً مدى تعقيد مفهوم زراعة الشعر. في مرحلة ما لا تلاحظها، يخبرك الجراح او مركز زراعة الشعر انت ستحتاج الى ٣٠٠٠ بصيلة. ويمكن ان يخبرك الجراح او اي مركز زراعة شعر آخر انك بحاجة الى ٩٠٠٠ شعرة. الارقام الاثنين في المثال هي ذاتها. بما ان كل بصيلة تحتوي على ٢ – ٤ شعرات، بمعدل ٣ شعرات داخل كل بصيلة. بكلمة اخرى ثلاثة آلاف بصيلة تعادل تسعة آلاف شعرة.

ماذا يحدث للطعم خلال عملية زراعة الشعر؟

الطعوم في زراعة الشعر تؤخذ من خلف الاذنين حتى المنطقة الخلفية للرأس، نسميها المنطقة المانحة التي ثبتت جينياً ان الشعر لا يتساقط منها. لازالة كل طعم، يتم استخدام ميكروموتورات بقطر ٥.٠ مم. هذه ليست سوى حجم اقلام الرصاص التي نستخدمها، وعادةً ما تكون اطراف فولاذية بنفس الشكل، مصنوعة خصيصاً من مواد معقمة وحادة. يتم ادخال طرف الميكروموتور لفصل كل بصيلة من فروة الرأس، حيث يغمر الطرف البصيلة بكاملها لتصبح عل استعداد للفصل من فروة الرأس.

بعد هذه المرحلة، يتم أخذ كل هذه الطعوم وتخزينها في محلول خاص، ليتم عدّها وفصلها حسب عدد الشعيرات في كل بصيلة. لماذا تنتظر هذه الطعوم؟ وفقاً لعدد الطعوم التي يمكن أخذها من المنطقة المانحة، يتم عمل ثقوب صغيرة تسمّى “قناة” في المناطق المطلوبة لوضع هذه الطعوم. تستخدم الطعوم التي تحتوي على العديد من بصيلات الشعر في المنطقة الامامية للرأس، حتى لو كان بعض الشعر في المنطقة ابيض وبعضهم اسود، فانهم يميلون الى اللون الابيض فقط خلال عملية الزراعة، ويتم فرزهم حسب لونهم بحيث يتم زراعة الشعر الاسود فقط.

عند الانتهاء من تجميع الطعوم، عملية الفرز وفتح القنوات، وخلال كل هذه المراحل تستمر الطعوم في البقاء في المحلول ذاته. هناك فارق زمني كبير بين اخذ ۱٠٠٠ و ٣٠٠٠ بصيلة من ناحية الاستخراج والفرز. السؤال الحقيقي هو: الى متى يمكن لهذه البصيلات البقاء على قيد الحياة في هذا المحلول؟

ماذا يحدث اذا تم اجراء زراعة شعر بعدد طعوم غير محدودة؟

زرع الشعر لديه ايضاً ما يسمى “معدل الخسارة” كما هو الحال في مجالات اخرى من العمل. في عالم زراعة الشعر، يعتبر هذا المعدل لا يزيد عن ال ۱٠ % في اجراء ناجح. اذا تم تمديد فترة انتظار الطعوم في المحلول وعدم زرعها في الوقت المناسب، فستموت هذه الجذور ولن تتمكن من الاحتفاظ بها في المكان التي زرعت فيه. بعبارة أخرى، سوف تقوم بوضع طعوم ليسة حية في تلك المنطقة. بهذا المعنى، فان التكنولوجيا، أو الأدوات أو الروبوتات أو أنواع الحلول الحالية لها حدود. الحد الأقصى الذي يمكن اجراؤه خلال هذه الفترة من الوقت مع الروبوتات هو ما بين ٢٠٠٠ و ٢٥٠٠ طعم. للأسف، يمكن لكل شخص من الأخصائيين الوصول من ۱٥٠٠ الى ٢٠٠٠ طعم في اليوم الواحد كحد اقصى للبقاء بعيداً عن خطر موت البصيلات. لأن كل طعم يتم أخذه من قبل شخص محترف وسريع، الفرز، الانتظار في المحلول وفتح القناة يستغرق ۱٠ ثواني. لذلك ستكون عملية أخذ ٢٠٠٠ بصيلة وزرعها من قبل شخص واحد بما يعادل خمس ساعات ونصف. من الممكن الحصول على عدد اكبر من الطعوم اذا كان يعمل اكثر من شخص في نفس الوقت. لكن هذه ايضاً لديها بعض الحدود البدنية.

عندما تتم عملية اخذ البصيلات من المنطقة المانحة، يمكن أن يعمل شخصان بطريقة صحية في تلك المنطقة، تؤخذ الجذور من قبل شخص، تفتح القنوات من قبل شخص آخر، وفي الوقت عينه يقوم شخصين آخرين بفرز هذه البصيلات. بمعنى آخر، اذا يمكن لأربعة اشخاص ان يكونوا في عملية واحدة ولكن يمكن لشخصين فقط العمل على الرأس في الوقت ذاته بطريقة مريحة وصحية.

في عملية يشارك فيها أربعة أشخاص بنشاط، يمكن ترك الطعوم أربعة ساعات تقريباً دون المخاطرة بها وموتها أو عبور معدل الفقدان بنسبة ۱٠ % الذي تقبله المنظمات الصحية العالمية، فأن العمليات التي تقع ضمن هذه الخانة تتضمن ٣٠٠٠ – ٣٥٠٠ بصيلة فقط. المدة الاجمالية للعملية التي تبقى فيها الطعوم خارج فروة الرأس لاربعة ساعات ستكون حوالي ٧ – ٨ ساعات. بمعنى آخر انه الحد الأقصى لعدد الطعوم التي يمكن القيام به في جلسة زراعة شعر.

هل يمكن زراعة الشعر بعدد غير محدود من البصيلات في الجلسة الواحدة؟

نعم، يمكن استخراج عدد غير محدود من الطعوم. يمكنك جمع ٥٠٠٠ أو حتى ۱٠٠٠٠ من الطعوم يومياً. يمكن حتى زرع كل هذه الطعوم. لسوء الحظ، ليس من الممكن، الّا اذا وجدت تكنولوجيا أو سرعة بشرية يمكنها فصل هذه الجذور ووضعها في قناة مفتوحة دون ان تموت. اذا كان اجمالي الوقت المستغرق في عملية التطعيم هو ٥ ثواني (نتحدث عن استخراج، فرز، فتح قناة) فان ٥٠٠٠ طعم سيستغرق ٧ ساعات. نعم، اذا كان لديك شخص ذو خصائص خارقة أو روبوت لزرع الشعر بهذه السرعة، عندئذ يتم زراعة شعر غير محدودة. للأسف هذه ليست الحال اليوم “زراعة شعر غير محدودة” لا يمكن القيام بها.

نعم يمكنك زراعة٥٠٠٠ الى ٦٠٠٠ من الطعوم يومياً، ولكن فقط ٣٠٠٠ طعم من ال ٦٠٠٠ يعيش حيث يصبح معدل الخسارة ٥٠ % (الذي يزداد بسرعة بعد ٤ ساعات من بداية استخراج البصيلات)، بعبارة اخرى فأن البصيلات المأخوذة منك تصبح بدون فائدة.

الكثافة القصوى واعادة اللمس

نعم، لقد كان لديك عملية صحية ومهنية وكان شعرك يحصل على نسبة فقدان لا تزيد عن ال ۱٠ %. قد تخسر ٣٥٠ بصيلة من أصل ٣٥٠٠ بصيلة كحد اقصى. نوعية بصيلاتك وعملية الزراعة من الدرجة الاولى ولكن يمكن ان تلحظ عدم ظهور هذه البصيلات المفقودة بعد سنة من العملية. اذا كنت تريد نتيجة مثل ما وعدك الاخصائي يجب ان تخضع لعملية اللمس بعد سنة للتعويض عن البصيلات التي قد تكون فقدت.

وفي ضوء كل هذا، يرجى السؤال عن “زراعة الشعر الغير محدودة” بشكل جيد وطرح اسئلتك في ضوء المعلومات أعلاه. كل طعم يؤخذ منك هو طعم خاص بك ولا يمكنه العودة. يجب ان تستخدمها جيدا لانك ستستخدمها لمدى الحياة. يمكنك تغيير منزل او سيارة اشتريتها، ولكنك لن تحصل على خدمة زراعة الشعر التي اشتريتها مرة أخرى. لأنه، للأسف لا توجد فرصة لاسترجاع هذه الطعوم مرة أخرى.